تحكيم

بعد أحداث كلاسيكو سوسة, متى يظهر الحكم `ولد أمّو` الذي يفرض تطبيق القانون؟

"لا ينفع العقار في ما أفسده الدهر" . هذا أقل ما يمكن قوله ونحن نشاهد الصور الصادمة التي تأتينا من ملاعب كرة القدم التونسية التي تشبه ساحات وغى أكثر منها أماكن لممارسة الرياضة الأكثر شعبية في العالم, تتكرّر المشاهد المؤسفة أسبوعيا ولا أحد تمكّن من وضع حد لها مقابل بعض العقوبات الخفيفة من الرابطة للأندية المذنبة. وقد بلغ السيل الزبى مساء اليوم في ملعب سوسة (الأولمبي سابقا) أين تم اكتساح الميدان من قبل جمهور الفريق المحلي ثم الاعتداء على لاعبي الفريق الضيف. وبكل بساطة, كان من المفروض على الحكم نضال لطيّف المقبل على الانتماء للقائمة الدولية أن يوقف اللقاء. ولكن الشجاعة خانته كما تخون جميع الحكام التونسيين الفاقدين للشخصية. نضال لم يجرؤ على إيقاف للقاء لأنه يخشى ردة فعل "أعرافه" الذين يوصون في السرّ الحكام بإيصال المقابلة إلى بر الأمان مهما كانت الظروف. وفي العلن يحمّلونهم المسؤولية أمام الرأي العام الرياضي بعدم تطبيقهم القانون. ولحد اليوم, لم يظهر حكم "ولد أمو" يكتب اسمه بأحرف من ذهب ويدخل التاريخ بوضع الجميع (الجامعة وإدارة التحكيم والأمن والأندية) أمام الأمر المضي. ولا نعتقد أنّه سيظهر يوما ما. فعهد "المهدي المنتظر" ولّى واندثر. وبهذه المناسبة لا بد من أن أروي لكم حادثة حصلت أيام كان الحكام "صناديد". المرحوم عيساوي بودبّوس الذي كانوا يلقبونه أيام زمان ب"البطل" أوقف المقابلة عندما لاحظ أن حافة الميدان كانت ملآنة بأناس ليست لهم أي علاقة بالمقابلة وطلب من رئيس المنطقة أن يقع إجلاء الميدان من الدخلاء. المسئول الأمني أجابه أن الأمر يتعلّق بالسيد الوالي ولا يمكنه إخراج "عرفه". المرحوم البطل التحق لحجرات الملابس وقال لرئيس المنطقة : "عرفك أنت وليس عرفي" و أن له 10 دقائق كي يقوم بإخراج الدخلاء. وفي نهاية الأمر قبل بقاء السيد الوالي وأخرج حاشيته وواصل إدارة المقابلة. ولكن هم الحكام من هذه الطينة؟